الباحثه السياسيه / غادة عجوة تكتب للعالم الحر ( متي يستقيم العرب ؟!! )
الضمير هو نور الحياه لتمييز الخير من الشر , فأن مات الضمير أظلمت الحياه , وكم من دول أصبحت في غياهب الظلمات
الضمير هو نور الحياه لتمييز الخير من الشر , فأن مات الضمير أظلمت الحياه , وكم من دول أصبحت في غياهب الظلمات لأفتقار حكامها إلي الضمير وأتباعهم أهوائهم الشخصيه في الحكم , دون النظر إلي النتائج ,,فإن نظرنا إلي النظام الأقليمي الشرق أوسطي وهو نظام أقليمي متعدد الأقطاب تتوزع فيه القوي علي عدد من الفاعلين الأقليميين ,إلا انه قائم علي السلوك التنافسي فيما بينهم وليس قائم علي التعاون الذي يجب أن يكون من أجل حل مشاكل وقضايا الأقليم , الذي يشهد حاله من التنافس بين مراكز القوة الخمس وهي ( أيران , السعوديه , مصر , تركيا , أسرائيل ) , ولايملك أي من هؤلاء الخمس القوة اللازمه لقيادة الأقليم , بل نجد العلاقه القائمه فيما بينهم هي علاقه جدليه علي مدار مراحل مختلفه من التاريخ فقد أتسمت العلاقه فيما بينهم بـ بالمد والجزر والشد والجذب , فتارة نشهد فيما بينهم التعاون وتارة يصل الصراع فيما بينهم إلي حد الحروب سواء كانت حروب مباشرة أو حروب بالوكاله .
وتعد أيران أحد أهم مراكز القوة في الأقليم وذلك لما تتمتع به من الأمكانيات الأستراتيجيه والقدرة العسكريه التي تمتاز بها ايران عن نظرائها فهي تتميز بالصناعات العسكريه التي يتم انتاجها داخل ايران , كما تمتاز جغرافيه ايران بالمساحات الواسعه والتضاريس الجغرافيه الصعبه التي لايمكن اجتيازها فالجغرافيه السياسيه الايرانيه تدعم بشكل كبير العمق الاستراتيجي الايراني وتعطي له اهميه كبري , وقد تنامت قوة ايران في الفترة الاخيرة مستغله الفوضي الحادثه بالشرق الأوسط محاوله أن تقود المجالات المتصارعه في الاقليم ومد نفوذها لتوسيع خياراتها السياسيه والاقليميه فهي كقوة إقليميه قادرة علي تهدئه الأوضاع التي تمر بها منطقه الشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع القوي الاقليميه الأخري شركائها في الاقليم , إلا أن ذلك لن يحدث في وقت قريب , فهناك قوي أخري وهي ” الولايات المتحده ” التي تسعي لااستعاده نفوذها في الشرق الاوسط وتمتلك من القوة مايؤهلها لذلك ولكن عن طريق عمل سلسله من التحالفات مع الحلفاء التقليديين الملتزمين بالحفاظ علي استقرار الاوضاع في المنطقه وهما السعوديه ومصر وتركيا واسرائيل , إلا ان استعاده النفوذ الأمريكي لن يتم إلا عن طريق أحتواء إيران ونفوذها المتنامي وايقاف برنامجها النووي . ونجد أنه من أجل استعاده الولايات المتحده نفوذها في الشرق الأوسط علي أستعداد بقبول السيادة المشتركه مع إيران , ويتم ذلك بمباركه الولايات المتحده لأيران بمد سيطرتها علي منطقه الخليج العربي , في مقابل موافقه الاخيرة علي بعض الشروط الامريكيه كـ وقف برنامجها النووي و ايقاف دعم المنظمات الارهابيه مثل حزب الله في لبنان والتي ساهمت في تكوين تلك المليشيات التي فاقت قدراتها العسكريه قدرات الجيش اللبناني , والتي لم تكن المليشيات الاولي التي مدتها ايران بالاسلحه والاموال وساعدت في تكوينها فقد ساعدت في تمويل تنظيم فيلق بدر في العراق في التسعينات وكان لها دور رئيسي في التدخل العسكري في العراق عام 2003 والذي سمح بتكوين قوة شيعيه في بغداد , ووايضا مد حماس بالأسلحه والاموال تلك المنظمات الأرهابيه كما صنفتها الولايات المتحده كما انه يوجد شروط أخري لأنجاح تلك الشراكه بين أيران والولايات المتحده كوقف دعم أيران للحوثيين في اليمن والذي بدء منذ عام 2009 عن طريق مدهم بالاسلحه والاموال وذلك وفقا لتقرير الولايات المتحده , وايضا وقف دعمها لنظام ” بشار الأسد ” في سوريا والذي يعد حليفا قديما لإيران , وذلك مقابل بناء نظام إقليمي ( أمريكي _ إيراني ) يسعي فيه كلاهما لبسط نفوذهما في الشرق الأوسط , وتستطيع من خلالها بسط النفوذ والسياسات الامريكيه علي المستوي المحلي والاقليمي لدول الشرق الاوسط وأستبدال السياسات القديمه لتلك الدول والتي تعد غير اخلاقيه وغير مقبوله من الجانب الامريكي والتي تمثل عبئا عليها ولاتخدم مصالحها في دول الشرق , ظناً منها أن ذلك سيجلب الاستقرار والأمن المفقودين في المنطقه والتي تعد الولايات المتحده المحرك الرئيسي لتلك الفوضي التي أجتاحت دول الشرق . ولايوجد حتي الان نتيجه قاطعه علي نجاح تلك الشراكه الامريكيه _ الإيرانيه ,, أو دليلا علي أن ذلك التحالف سينهي تلك الصراعات الدائرة في الأقليم والتي قضت علي استقلال معظم الدول ومزقتها ,, ولكن مؤكد أن إيران ساهمت وبشكل كبير في ترسيخ تلك الانقسامات الايديولوجيه والطائفيه بين القوي الأقليميه الواحده لذي فهل سنري في المستقبل الذئب يحمي الحملان .